د. ماجد شمسي باشا
26 Jan
26Jan

- من القُدوات المشرّفة ؛ فضيلة الشيخ عمار عنجريني، رزقه الله بأربعة أبناء ؛ سندس ، ومحمد مجاهد ، وأحمد بشير ، وآلاء ، وكلهم ختموا القرآن حفظاً ولم يتجاوزوا 13 سنةً ، وقد استأذنتُ الشيخَ في نشرِ طريقته كتابةً بعد أن سمعتَها عنه تسجيلاً ، فأذن مشكوراً ، فأقول وبالله التوفيق:


1- يبدأ المشوارُ في أولِ مرحلةِ نطق الطفل ، وهي سن الثّانية إلى الثالثة ؛ يُلقَّن الطفل فيها الكلمات والحروف بمخارجها الصحيحة ، مفخّمة ومرققة ، مستفلة ومستعلية ، ومن الخطأ تلقينه الراء لاماً مثلاً ، والسين شيناً ولو بالمزاح .


2- في عمر الرابعة ؛ يُحفَّظ سورة الفاتحة ، فإذا حفظها ؛ يُشجَّع أمام الناس على قراءتها وتلاوتها ، يفعل ذلك في نواديهم ومجالسهم ، فيلقى منهم استحساناً وتشجيعاً ، ويجد تقديراً لفعله ، ودافعاً لحفظه .


3- من عمر الرابعة إلى الخامسة ؛ يُدرَّب على القراءة من "الجزء الرشيدي" حتى الإتقان ، وهو كتيّب في تعلّم قراءة الكلمات والأحرف بالتشكيل والألوان ، يُمكَث عليه سنتان كاملتان .


4- في عمر السادسة ؛ يبدأ بقراءة جزء عمّ ثم تبارك ، مطبّقاً ما تعلّمه من "الجزء الرشيدي" المُبارك ، ويكرر تلاوة الجزئين خلال السنة ، ولا يُغصَب الطفل على الحفظ في هذه المرحلة ، بل التكرار النظري كفيلٌ في جعلِ بعض الآيات متلوَّة على لسانهِ غيباً .


5- في عمر السابعة ؛ يقرأ القرآن ختمةً كاملةً في سنة كاملة بالتجويد والإتقان ، ثم يُختبر نظراً بالتجويد في كل القرآن ، جزءاً جزءاً ، وكلّما اجتازَ اختبار جزءٍ في التجويد ؛ أهديَ شهادة ملوّنةً مشجّعةً له على المزيد .


6- في عمر الثامنة ؛ يتم تحفيظه جزئي عمّ وتبارك ، وبعض السور اليسيرة ؛ كـ يس ، والكهف ، والرحمن ، وفي التاسعة يبدأ بحفظ سورة البقرة ، بمعدل نصف صفحة فقط في اليوم .


قلتُ -والزيادةُ لي- : وطرق التلقين كثيرة ، لم ينصّ عليها الشيخ ، لكن من أشهرها أن تُردد الآية عشر مرات ، ثم ينتقل إلى التي بعدها بعشر مرات ، ثم تُردد الآيتان مع بعضهما خمس مرات ، ثم الآية الثالثة عشر مرات ، ثم الآيات الثلاث مع بعضها خمس مرات ، إلى أن ينتهيَ نصفُ الصفحة ، يفعل ذلك لمدة أربعة أيام ، ويجعل آخر ثلاثة أيام في الأسبوع لمراجعة جميع المحفوظ بتقسيمه عليها بالتساوي ، وفي آخر شهر في كل سنة تتم مراجعة جميع المحفوظ .


- ثم ههنا ثلاث وقفات أخيرة :


- أما الأولى ؛ فذكر السنوات هذه بالتقريب المتوسط ، وإلا فقد يعجّل الطفلُ سنةً وقد يؤخَّر أخرى ، وذلك بحسب القدرة والمستطاع .


- وأما الثانية ؛ فجهّز نفسك أنه كلّما أنجزَ الطفلُ مرحلةً ، تعينت مكافأته بهديةٍ أو لعبةٍ أو مما تهواه نفسه ، ليبقى الحماسُ مستمرًّا .


- وأما الثالثة ؛ فلا بد أن يكون الوالدان قدوة لابنهما حتى ينشط على كل ذلك ، إذ سيفتر الطفل عن حفظ القرآن أو قراءته وهو يرى والديه لا يفتحان مصحفاً أبداً خلال اليوم ، أو كان لا يسمع القرآن يُتلى في المنزل ، وفوق كل ذي علمٍ عليم .


ومجرّد فضفضة ، وخلّوا كلامي للـذكرى ،،

د. ماجد بن حسّان شمسي باشا ،،

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة