خَطُّ الرُّقعَة هو خط عربي حديث نسبيّاً ابتكره العثمانيون عام1280هـ، الموافق لعام 1863م، يتسّم بسهولة قراءته وسرعة كتابته وغالباً ما يُشَكَّل في الحدود الضيقة باستثناء الآيات القرآنية، وهو أكثر الخطوط شيوعاً ويُكتب في معظم الدول العربية. يُعرف خط الرقعة بحروفه القصيرة المتقطعة المكونة من خطوط مستقيمة قصيرة وانحناءات بسيطة أغلبها يكون شبه مستقيم فإذا كان هناك حرف فيه تقوس فأن هذا التقوس يكون قليلاً جداً، لذا فإن الخط يتسم بمرونة قوية وصريحة، لا يبدو جميلاً بكثرة التشكيل، فيُشكل للضرورة فقط، ويُعتقد أن خط الرّقعة مُشتق من خطّيّ النسخ و الثلث وأن اسمه مُشتق من خط الرقاع القديم والذي لا يمت بصلة إليه إلا بالاسم وبالصيغة المفردة فقط. بينما يعتقد آخرون أنه سُمّي الرقعة لأن الناس قديماً كانوا يكتبونه على رقاع.
خط الرقعة يُعرف أيضاً باسم الخط العثماني في تركيا، وكُتبت غالبية الوثائق في عهد الإمبراطورية العمانية بخط الرقعة وذلك لسهولة قراءته وكتابته، وقد كان أيضاً أحد أكثر الخطوط شيوعاً في تركيا في ذلك الوقت. يُستخدم خط الرقعة في عناوين الكتب والمجلات، والإعلانات التجارية، والأعياد، والشهادات المقدمة لطلبة الخط.
وضع قواعد هذا الخط ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد خان عام 1280هـ، الموافق 1863م، ويستخدم غالب الناس خط الرقعة في كتابتهم اليومية ويمكن كتابة كلام كثير فيه بمساحة ضيقة اذا ما قورن بباقي الخطوط العربية الاخرى.
يعتبر من الخطوط الحديثة نسبياً لأنه لم يظهر الإهتمام به إلا في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري[2]، حيث وضع الخطاطون قواعد ضبطوا بها شوارده ورسخوه على أسس ثابتة بأشكال معينة، وقد طرأت عليه في الفترات التالية بعض التطويرات المحدودة التي لم تؤثر على شكله العام، أما قبل ذلك فقد كان خط الرقعة يعتمد على الأسلوب الشخصي في كتابات الإستنساخ الاعتيادي، وقد ظهرت بعض صور حروفه في الكتابات على البردي من القرون الأولى للهجرة، وتأكدت بعض صوره الأخرى في العهود التي تلت عصر ابن البواب (حوالي 4133هـ) الذي أشاع الخطوط اللينة وفي مقدمتها خط الثلث والنسخ. بَرَزَ خط الرقعة بوضوح في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، وأوائل القرن الذي يليه نتيجة للحاجة إلى وجود خط يتميز بالبساطة والسرعة في الإنجاز، حيث يَنسجم مع حركةِ اليد الطبيعية، بالإضافة إلى الجمال، فبرز خط الرقعة ممكناً الجميع من ممارسته بسهولة ويسر، فهو في الواقع نتيجة لتطور خطوط الاستنساخ القديمة التي لم تخضع للقواعد، وقد أخذ اسمه من الخط القديم الذي يعرف باسم خط الرقاع، والذي لا يمت إليه بصلة الا بالاسم فقط و الصيغة المفردة، ولكن يرى آخرون أن اسم الرقعة أتى نتيجةً لكتابة الناس له على الرقاع.
وكان للخطاطين العثمانيين اليد في إرساء قواعده الأخيرة وخصوصاً الخطاط محمد عزت (1257-1320هـ)، حيث عم أسلوبه البلاد العربية وخصوصاً مصر، وقد صدرت فيه أعداد كبيرة من الكراسات في مختلف أنحاء البلاد العربية وتركيا، ولمختلف الخطاطين خاصة بعد اعتماد تدرسيه في المدارس. وقام المستشار ممتاز بك في الدولة العثمانية بوضع قواعد خط الرقعة في القرن الثالث عشر الهجري في عام 1280هـ، الموافق 1863م فهو لم يخترعه وإنما كتب قواعده.
ونشأ خط الرقعة متطوراً من الخط الكوفي اللين الذي كان يكتب به لتدوين المكاتبات والمراسلات والمعاملات والكتابات المماثلة، وهذا الخط الكوفي اللين انبثق من خط النسخ ثم خط الثلث وباقي الأنواع الأخرى .
والخط الكوفي اللين يحمل في خصائصه اليبوسة وجرات القلم المستقيمة الجافة والأفقية والرأسية والتي تساعده بشكل ما علي الأداء السريع في المجال الكتابي التدويني. وتطورت الكتابة التدوينية السريعة إلي أن أخذت شكلا قارب أن يكون متفقا عليه في كل مكان وانتشر شكله في العالم الإسلامي إلا وهو خط الرقعة.
وخط الرقعة هو الخط السريع الذي لا يحتاج من كاتبه تعبا ولا تكلفا في دوران اليد لكتابة الحروف أو فرك القلم أو برمة ليأتي بأجزاء من حروفه ،لهذا فهو خط المراسلات أو خط التدوين في الدواوين أو خط المكاتبات أو خط المعاملات.
وقد اصطبغ هذا الخط بهذه الصبغة- فجاءت كتابته علي نفس الخصائص من السرعة وغيرها فلا تركيب فيه ولا تشكيل ولا تزويق ولا حليات ولا زخارف إضافية- لأنه يحمل صفات السرعة في الأداء. ولذا فهو الخط الوحيد في الخطوط المجودة الذي يتم تعلمه بسرعة دون زيادة من إضافات تحسينية .
وهذه الخصائص مجتمعه أصبحت من مميزات الكتابة السريعة لأي نوع من أنواع الخط فالخط الفارسي إذا كتب بسرعة (بإعتبار الكتابة الاعتيادية في بلاد فارس يسمي الفارسي التدويني أي الرقعي. والخط المغربي إذا كتب بسرعة (بإعتبار الكتابة الاعتيادية في بلاد المغرب) يسمي المغربي التدويني أو الرقعي –وكان خط النسخ يكتب في المخطوطات بسرعة فسمي خط النسخ التدويني وفيه كثره من خصائص السرعة أي خصائص الرقعة.